كيف حالك ...؟!
ما من مستشفى ذهبت إليه طيلة حياتي، وما من مركز من مراكز الأشعة والتحاليل دخلت إليه، فما وجدت إلا مرضى ما بين طفل صغير لم يبلغ الثالثة، أصيب بمرض السكر، ويحتاج كل يوم إلى أن يحقن هذا الجسم النحيل الضعيف بالأنسولين، وبين فتاة أدخلوها لتضع مولودها لأول مرة،، وإذا بالأطباء يكتشفون بأنها مصابة بالسرطان. وبين شاب لم يبلغ العشرين من عمره نُقِلَ سريعًا بعد أزمة قلبية مفاجئة، وهو الآن على فراشه، في إحدى المستشفيات بين الحياة والموت، وبين شيخ كبير لا يستطيع أن يلتقط أنفاسه، إلا بهذه الأجهزة التي وضعت على فمه وأنفه، وبين رجل آخر أصيب بجلطة في مخه، أصابته بشلل في نصفه الأسفل.
مشاهد مؤلمة .. فقلت: يا الله كم لله علينا من نعم لا نعرف قدرها! ولا نعرف فضلها، إذ لا يستشعر الإنسان قدر النعمة وفضلها إلا الذي افتقدها، فنحن لا نستشعر نعمة التنفس إلا إذا أصبنا بزكام، ولا نستشعر نعمة التذوق إلا إذا أصيب اللسان، ولا نستشعر نعمة الصحة إلا إذا أصبنا بالمرض.
كم لله علينا من نعم لم نشكر الله ـ تبارك وتعالى ـ عليها: "وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ".
سورة "إبراهيم": الآية (34).
نِعَمْ لا تعد ولا تحصى، أشرف هذه النعم وأجلّها نعمة التوحيد والإسلام والإيمان، قال الله جل وعلا:
"يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا على إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ علىكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ".
سورة "الحجرات": الآية (17)
نعمة التوحيد نعمة الإسلام نعم أشرف نعمة و أجل نعمة و أكبر نعمة .
ومما زادني فخـرا و تيهًـا وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي وأن سـيرت لي أحمد نبيًا
نعمة جليلة لا يعرف قدرها كثيرًا من الناس، فماذا فقد من وجد الإسلام؟، وماذا وجد من فقد الإسلام؟ و لو امتلك كل شئ.
الشيخ "محمد حسان"